جزيرة الكنز

جزيرة الكنز…
العنوان البراق الذي لطالما سعى إليه الملاحون.. للبحث عن كنز قد يوجد أو لا يوجد في جزيرة نائية تخفي الكثير، بل ربما تأخذ أكثر مما تعطي.
جزيرة الكنز هذه جاءت إلي.. بل إن الكنز ذاته أصبح بين يدي.. بدون سفر أو خوض في المحيط.
منذ اللحظة الأولى للقائنا.. قفز قلبي فرحاً لسماع دقات قلبك تناديه.. وبكت عيناي فرحاً وشوقاً..
كنت معي دوماً، وحتى في أيام المناوبات التي كنت فيها وحيدةً، كنت هناك تؤنسني وترسم في قلبي ابتسامة بيدك الصغيرة.
أدرك الآن أن للحب درجات.. وأدرك أن بعضها يصعب وصفه.. وأدرك أنني عاجزة عن التعبير وأنا أكتب وأمحو.. ثم أكتب وأمحو.. منذ ولادتك..
ولا أجد بعد ذلك كلاماً يُقال.
هدية الله لي.. طفلي الذي ملأ حياتي بمشاعر يصعب أن أفهمها حتى أكتبها أو أبوح بها.. الحب الذي يكبر يوماً بعد يوم..
حبيبي الصغير الذي أوقعني بحب تفاصيله الجميلة، ضحكته البريئة، وعينيه الحالمتين.
ضحكتك تساوي عمري بأكمله..
وحضنك كفيل بأن يمحو كل التعب.. كل التعب.. كل التعب.

عامٌ جديد

​مع حلول العام الجديد، أنظر إلى العام الذي مضى نظرة المودع.. وأحزم حقائبي التي سكنتها الأحداث التي مررتُ بها..

تبدو الحقائب ثقيلةً بعض الشيء.. مزدحمةً بالذكريات.. وكلنا يعلم أن السعادة تمنح الخفة.. وأن الحزن يجثم بقوة ويجرنا نحو الأسفل..

وعلى نهج بعض اللصوص الذين يأخذون ما خف وزنه وغلا ثمنه، بدأت بفرز الذكريات والأحداث..

يمكننا دوماً أن ننتقي.. أن نختار.. أن ننظر بامتنان للأمور التي حدثت وبامتنانٍ أكبر للأمور الأخرى التي لم تحدث..

مع حلول العام الجديد، اخترتُ حقيبةً صغيرة وملأتها بالتفاصيل الجميلة، العبر من التجارب الفاشلة، والكثير من الكلمات الطيبة التي حفرت حروفها في قلبي.

سامحتُ، وطلبتُ العفو، ونسيتُ وتناسيت، ونفضت الغبار عن روحي..

عامٌ جديد.. ربما يحمل لي في طياته الكثير.. مهنة ستلازمني ما تبقى لي من عمري.. منزل جديد.. زوجٌ طيب وأسرة صغيرة دافئة.. طاقة جديدة.. والكثير الكثير من المسؤوليات..

سأدرب قلبي على الحب، وأدرب عيني على رؤية الفرح.. وأدرب روحي على الثقة، والإيمان.. وأطلب من الله العون. ❤

حكاية

_ جميلة هي حياتنا
جميلة حقّا
لا نرى سوى فرحاً
وأملاً، وعشقا
لا كذب، لا غش
لا سرقة
جميلة حياتنا للغاية
ليس هناك من جرائم
ليس هناك من ضحايا
لا عمل للشرطة لدينا
فليس ثمة مشاكل
وليس ثمة قضايا
لا فقراء في المكان
فليس عندنا إنسان
لا تُسبَغ عليه العطايا
صافيةٌ سماؤنا
عاليةٌ جباهنا
عزيزةٌ أنفسنا
وكل ما لدينا،
يزيد عن الكفاية!
_ هل هي النهاية؟
_ نعم يا عزيزتي،
اخلدي للنوم
لقد انتهت الحكاية.

11258480_491324124348572_5508879285757610482_n.jpg

قلوب أكبر

كان يلزمنا قلوب أكبر..
لتتسع لكل ما يحدث حولنا.. لتتسع لذكرياتنا وأفكارنا.. ومشاعرنا التي تتناقض كثيراً وتختلف كثيراً، لكننا رغم ذلك لا نملك إلا أن نحتويها على اختلافها.
كان يلزمنا قلوب أكبر..
لتتسع لحزن حفر نفسه في عيني طفل صغير.. أو مكث طويلا ً مختبئاً في قلب طيب.. ثم ثار فجأة وأخذ يعدو ويصرخ كمن يهرب من شيء ما.. وهو يحمله معه أينما ذهب.
كان يلزمنا قلوب أكبر..
لتتسع لكل التفاصيل الجميلة..
لرائحة الخبز في الصباح..
والشارع المنير مساءً..
لصوت صغار يلعبون وأصوات ضحكاتهم تداعب الروح..
وضحكة ارتسمت على وجه امرأة، بعد حزن طويل..
كان يلزمنا قلوب أكبر..
كيلا نصاب بالجنون ونحن نفرح للحظة ونحزن لأخرى..
ونحن ممتلئون بكل هذه المشاعر المتناقضة..
تعبث بنا المشاعر.. وتفقدنا القدرة على التصرف الصحيح، فننظر في وجوه الآخرين لنعرف متى نبتسم ومتى نسلم للحزن أنفسنا..
كان يلزمنا قلوب أكبر لتحتمل..
وعقول أكبر لتفهم..
دموع أكثر لأننا بكينا كثيراً..
ضحكات أعرض لأننا نريد أن نفرح..
كان يلزمنا صدق أكثر.. دفء أكثر.. حب أكثر.
وفي النهاية يلزمنا ألا يلزمنا شيء!

IMG_127847895982688

مشاهد

(١) المشهد الذي يتكرر كثيراً

_ أي شيء هذا الذي أشعر به؟ بل أي شيء هذا الذي لا أشعر به؟

+ سمعتهم يقولون أن السعادة قد فارقت كل سوري وأنها حيثما وجدته، سلكت طريقاً آخر.

_ إنهم محقون. هي لعنةٌ ما، جنون ما، شيء ما قد مسنا وتركنا نتخبط بعد ذلك في ظلمة لا تزداد سوى ظلاماً يوماً بعد آخر.
لست أعلم ما هذا الذي حل بنا..
وأي اسم أو صفة أطلق عليه..
هل أسميه حرباً أهلية؟ أم طائفية؟ أم حرباً دولية؟ هل هناك صفة تنصف ما يحدث؟
هل هناك اسم معتم يشبه ما نعيشه اليوم؟
لماذا تمضي الحرب متثاقلةً على أرضنا وكأنها قد وجدت فيها مأوىً تحبه ويحبها؟
لماذا كلما حاربناها أنجبت لنا حرباً جديدة؟

+ وهل حاربناها فعلا ً أم أن كل ما فعلناه هو أننا ألقينا بحقدنا وكرهنا على النار المشتعلة فازدادت ضراوةً..
وغرسنا رصاصنا في صدور من نعلم جيداً أنهم إخوتنا.. في صدور من نحب..
تركناه هناك يخدش الأضلاع، يكسر القلب ويستقر ليشهد على كل شيء، كل شيء!

_”الدم لا يصير ماءً”

+ لقد صار الدم ماءً.. بل صار هباءً.

_أي طريق نسلك إذن؟ أي درب؟
في كل طريق يلوح لنا شبح بارودة تميل نحونا، في كل سيارة نركبها نشم رائحة قنبلة ونسمع تكاتها ولا نعلم هل هي تكاتها حقاً أم أن خفقات قلوبنا المذعورة هي التي تدق بصوت خافت وكأنها تخشى أن تعلن عن وجودها أو تكشف عن موقعها، في كل لحظة تصل إلى نوافذ غرفنا رائحة الحرب، تخترق الزجاج، تتسلل إلى أنوفنا، وتتناهى إلى أسماعنا أصوات الهمجية وهي تدمر ما تبقى من كل شيء جميل.

+ هل هذه الأصوات هي أصوات مدافع؟!
أم أنه التعب يدق جدران الروح ويعض القلب؟!

************************************************************

_ أراها مزهرةً دوماً وإن احترقت.
تراها تذكرني شجرة التفاح التي أحببتها؟!

+ للتفاح ذاكرة لا تنسى.. الزهرة التي تفتحت على شجرته، قطرة المطر التي ارتوى بها، واليد الحانية التي مسحت عليه.. كل هذا يذكره جيداً.

**********************************************************

_ أعمار الناس!

+ ما بها؟

_ قصيرة! وحده الحزن عمره يطول!

+ ….!

(٢) المشهد الذي لا نحبه

في أي طريق نسير؟
في أي اتجاه نمضي؟
إلى أين؟
الدروب أمامنا طويلة
قتلى وصرعى على الجانبين
في أي طريق نسير؟
وكل الطرق تؤدي إليها
وكل الطرق لا تفعل!
فنبقى حائرين واقفين بين بين
على الطريق أشباحٌ، خيالاتٌ،
أنصاف بشر
قمرٌ يضيء لنجمتين
طرفان اثنان يقتتلان
يضيئان السماء بالقنابل،
يسقطان على الأرض اثنتين
على الطريق نرى دخاناً،
نرى دماءً،
نرى وطناً قتيلا ً..
وقاتلين!

(٣) المشهد الذي نحبه.. كأن شيئا لم يكن

_ صباحكِ جنة أيتها الأم الحنون.
صباح يشبهك أيتها المدينة التي لا تأسر ولا تخلي السبيل.
حنونة جداً، قاسية جداً. وساحرة جداً!
زهركِ يملأ رئتي..
وشوقي يطفو مع أوراق الورد في بحرة دمشقية، ويمتزج بأذان جماعي في المسجد الأموي وصوت الله أكبر يصدح عالياً، ويتهادى مع مشي الحمام الذي يسكن ساحاتكِ ويزين سماءكِ ويزورنا كثيراً..
سأحكي للطيور عند المسجد الأموي.. سأحكي للصغار..
كيف يتسلق الياسمين على جدرانكِ وكيف يعبث الفل على أرصفتكِ.
كيف تفوح رائحة الخبز الطازج في الصباح، وتسافر فيكِ رائحة القهوة، وكيف تسكنكِ رائحة الحب!
ربما أكذب.. ربما أقول أنكِ تبادلينني الحب وأنكِ مثلي لا تطيقين الانتظار..
بيني وبينكِ حبٌ.. وأسرارٌ كثيرة..
قلبٌ معلقٌ بكِ.. وقصائدٌ لا تكتمل مهما أحاول..
هل تراكِ تبادلينني الحب؟!

+ ابتسمت المدينة.

12039473_897744613644726_5461240324747056887_n

رحمة

كل ما تقرأه، تسمعه، تمرّ به، أو يمرّ بك، يزرع نفسه داخلك..
في وعيك حين تشاء..
وفي لا وعيك دوماً، رغماً عنك..
كل المشاعر التي داعبتك في ليلةٍ مقمرة..
كل الحزن الذي غرس نفسه في خلايا قلبك كشجرة زيتون تصرّ على الحياة.. وتصرّ أنت على اقتلاعها..
كل الفرح الذي تركته يمرّ مروراً عابراً، توّليت عنه في غمرة انشغالك بندب حظك.. ولم تسمح له أن يزهر ياسمينةً تعرّش أغصانها في فؤادك فلا يعود خالياً أبداً..
كل الأخطاء التي ارتكبتها، تلك التي تخجل بذكرها، وتلك التي لمّا تنتبه لها بعد..
التجارب الفاشلة التي علّمتك شيئاً، وتلك التي اعتقدت أنها لم تعلمك البتة، لكنك لم تفطن للعبرة التي حفرت نفسها في لا وعيك لتمنحك بعدها شعوراً غامضاً تجاه ما يحدث تسميه أنت حدساً!
كل الذي دفعك لتنادي ربّك نداءً خفياً وأنت تعلم أنه يسمعك ويراك، أنّه قريب منك، الأقرب إليك..
وأنّه سيستجيب..
كل الاوقات التي أهداك الله فيها هدايا مغلّفة برحمته، مغلّفة بالحب، تدرك معها أنه يحرسك دائماً ويرعاك، وأنك لن تضل بعدها ولن تشقى!
كل الذي يحدث لك، يصنعك..
يعطي روحك مدداً..
ويمنحك بصمةً تميّزك عن غيرك.. تجعل منك أنت..
كل الذي يأتيك هو إشارة من الله إليك، فانتبه لها.. خذ بها..
وافتح لها قلبك ❤

1503525_800091156726557_8697143997325643761_n

حياة

أذكر أنني كنت أتصفح (الفيسبوك) عندما شاهدت خبراً تحتفل به إحدى الصديقات بولادة طفل.. في اللحظة نفسها التي تنعي فيها إحداهن وفاة قريب..
أدركت حينها أن الغيوم التي تلبد سماءنا عندما تنجلي لا تتلاشى وإنما تعبر وترحل لمكان آخر..
في اللحظة التي يموت فيها شخص، يولد آخر..
وفي اللحظة التي يفرح فيها شخص، يحزن آخر..
هي غيمة وستعبر فوق رؤوسنا جميعاً، بأوقات مختلفة..
سنذوق الفرح والحزن..
سيرافقنا النجاح تارةً وتارةً الفشل..
سنحب ونكره.. نرضى ونسخط..
عندها سندرك أننا أحياء وأن غيوم كهذه ضرورية لخلق نوع من التوازن في هذه الحياة..
أن هذه الغيوم هي الحياة!

11709790_490773667755853_2529391670502318463_n

وصفة فرح

لم تظهر  عينة الدم شيئاً سوى أن نسبة الفرح منخفضةٌ جداً..
وكأنّ القلب يضيّق صماماته في وجه الفرح.. أو كأنّ جرحاً ما ينزفه باستمرار..
قد تكون الأمراض والآلية المناعية متهمةً (كالعادة).. ربما ثمة أضداد للفرح تهاجمه وتبطل فعاليته كالخوف والقلق وعدم الرضا..
ومن غير الخفي أن المرض يتفشّى كجائحة وبائية.. وعزل المرضى ليس مجدياً، عدا عن أنه ليس ثّمة علاج فعّال وإنّما المعالجة داعمة بتعويض النقص وإعطاء جرعات من الفرح قبل أن يصيب المريض قصور فرحيّ هام يعيق حياته اليومية..

لكنني أؤمن أن السعادة لا تحتاج للكثير من التعقيد..
أشياء صغيرة كفيلة برسم ابتسامة في القلب تعجز صماماته عن صدّها، ويعجز الجسد عن رفضها..
ضمير حيّ، أغنية جميلة، رائحة الورد، رفقة كتاب، فنجان قهوة في صباح هادئ.. وجرعة رضا ❤

image

تقنين

تغلق نافذتك في وجه الدنيا محاولاً معاقبتها على إغلاق أبوابها في وجهك!
تفتح صنبور المياه فيتدفق منه مزيج من المشاعر تصب فيك ولا أثر للماء..
تشعل الزر لإضاءة النور فيشتعل في داخلك ألف هاجس ولا تزداد إلا عتمةً وأسىً!
خبر غير سار يطرق مسمعك، يبدو للوهلة الأولى أنه لا يهمك كثيراً، لكنه حفر نفسه داخلك ليظهر بعد أيام او ساعات ويملأ حياتك أسى بالتعاون مع زملائه من الأخبار!
القلق ينهشك بشأن المستقبل.. هاجسك اليومي وشغلك الشاغل.. يعيقك عن ممارسة حاضرك وعن القلق بشأن يومك فهو أجدر بأن تقلق بشانه!
تزفر بغضب، باستياء، ويحدثك قلبك أنه لم يعد يطيق صبرا.. أنه لن يصمد أكثر إزاء ما يحدث.. أن الحياة باتت غير ممكنة..
تمضي ساعات قليلة تجد نفسك بعدها مرحاً، شيء ما يدفعك لبهجة غريبة أو ربما هو شعور باللا مبالاة.. لست تعلم على وجه التحديد..
شعور يدفعك لبذل الجهد أكثر، ويحدثك قلبك بأنه يستطيع أن يحتمل، بأنه يطيق الصبر!
هذا الأحمق ما الذي كان يتحدث عنه قبل قليل إذاً؟!
تدرك أن ثمة متسلل ما يعبث بكفتي الميزان فيؤرجحهما تارة هنا وتارة هناك دون أن يبدو أن هناك إدارة منطقية للأمر..
على الرغم من أن كل شيء سيء إلا أنك في هذه اللحظة مسرور ولا تعلم لماذا .. لكنه شعور جيد في الواقع فهو يسمح لك بارتشاف فنجان قهوة والنظر عبر النافذة التي أغلقتها منذ ساعات والآن تفتحها بكل حب وتجد الحياة في الخارج جميلة..
يبدو أننا نرى الجمال عندما نكون سعداء وليس بالضرورة أن نشعر بالسعادة إن رأينا الجمال..
لذا يبدو أن المتسلل الصغير في الداخل يعرف ماذا يفعل جيداً ويمنحنا ساعات من الفرح اللا مُبَرّر لنعيد فتح النوافذ من جديد..
شكراً للمتسلل على جهوده وإن كنت أفضّل لو كانت ساعات الفرح أطول لكن يبدو أنها تخضع لنظام التقنين!

وكل شي فيكي يا بلادي تقنين حتى الفرحة! :”)

1010835_610128092353735_1961339613_n