تقنين

تغلق نافذتك في وجه الدنيا محاولاً معاقبتها على إغلاق أبوابها في وجهك!
تفتح صنبور المياه فيتدفق منه مزيج من المشاعر تصب فيك ولا أثر للماء..
تشعل الزر لإضاءة النور فيشتعل في داخلك ألف هاجس ولا تزداد إلا عتمةً وأسىً!
خبر غير سار يطرق مسمعك، يبدو للوهلة الأولى أنه لا يهمك كثيراً، لكنه حفر نفسه داخلك ليظهر بعد أيام او ساعات ويملأ حياتك أسى بالتعاون مع زملائه من الأخبار!
القلق ينهشك بشأن المستقبل.. هاجسك اليومي وشغلك الشاغل.. يعيقك عن ممارسة حاضرك وعن القلق بشأن يومك فهو أجدر بأن تقلق بشانه!
تزفر بغضب، باستياء، ويحدثك قلبك أنه لم يعد يطيق صبرا.. أنه لن يصمد أكثر إزاء ما يحدث.. أن الحياة باتت غير ممكنة..
تمضي ساعات قليلة تجد نفسك بعدها مرحاً، شيء ما يدفعك لبهجة غريبة أو ربما هو شعور باللا مبالاة.. لست تعلم على وجه التحديد..
شعور يدفعك لبذل الجهد أكثر، ويحدثك قلبك بأنه يستطيع أن يحتمل، بأنه يطيق الصبر!
هذا الأحمق ما الذي كان يتحدث عنه قبل قليل إذاً؟!
تدرك أن ثمة متسلل ما يعبث بكفتي الميزان فيؤرجحهما تارة هنا وتارة هناك دون أن يبدو أن هناك إدارة منطقية للأمر..
على الرغم من أن كل شيء سيء إلا أنك في هذه اللحظة مسرور ولا تعلم لماذا .. لكنه شعور جيد في الواقع فهو يسمح لك بارتشاف فنجان قهوة والنظر عبر النافذة التي أغلقتها منذ ساعات والآن تفتحها بكل حب وتجد الحياة في الخارج جميلة..
يبدو أننا نرى الجمال عندما نكون سعداء وليس بالضرورة أن نشعر بالسعادة إن رأينا الجمال..
لذا يبدو أن المتسلل الصغير في الداخل يعرف ماذا يفعل جيداً ويمنحنا ساعات من الفرح اللا مُبَرّر لنعيد فتح النوافذ من جديد..
شكراً للمتسلل على جهوده وإن كنت أفضّل لو كانت ساعات الفرح أطول لكن يبدو أنها تخضع لنظام التقنين!

وكل شي فيكي يا بلادي تقنين حتى الفرحة! :”)

1010835_610128092353735_1961339613_n